هي حكاية قنطرة ؛ قنطرة مثل أغلب القناطر الموجودة في المنطقة. كانت مدرجة إلى عهد قريب في سراديب النسيان، تبدو مهترئة تنشد اهتماما بدا عزيزا على الجميع، ساكنة وفضولا. لكن كل شيء تغير غداة وصول رجل يسوق عربة محملة بأثاث قديم وبمكتبة صغيرة تتسيد بين رفوفها الهشة كتب من أحجام مختلفة مكتوبة بلغات متعددة. قرر الرجل الغريب أن يسكن في فضاء القنطرة، فتفجرت الأوضاع. وأصبحت القنطرة قبلة للمتدخلين من البلد وخارجه.
دفعت القنطرة ضريبة الخلافات السياسية وتضارب المصالح بين مكونات لم يجمع بينها، أحيانا، سوى الرغبة في التموقع في رقعة الشطرنج التي بدأت تتشكل معالمها على خلفية تغييرات أصبحت حتمية على أصعدة مختلفة. تغييرات فرضتها تصفية حسابات ورغبة أكيدة من قبل الفاعلين المتمكنين في طي صفحة ماض لم يكن مشرقا، بل غلفته غيوم سميكة اختلط فيها الحابل بالنابل والتمكين بالتدليس والصالح بالطالح.
ظن بعض الفاعلين أن تدبير شؤون الساكنة من دونهم مستحيل ولن يقوى أحد على تعويضهم. كما اعتقد خصومهم أن إطلاق الشائعات وتقمص أدوار جديدة سيمنحهم صفة المنقذ والصالح في كل مكان وزمان. ولكن القنطرة تنشد اليوم حظا أحسن؛ تغير جلدها وأصبح لنفسها رائحة ولأعطافها صلابة والناس في أمرها يتوزعون بين حائر ــ من باب المسؤولية ــ ومتطلع ــ من باب الفضول.
كان الرجل الغريب يبالغ في العناية بلافتات معنونة بمقولات مثل: "قمة الذكاء أن تكون غبيا!"؛ "أحلى تجليات السعادة لحظات جنون!"؛ "الحب رصيد ينتهي؛ ليس إلا!"؛ "أكتب قبل أن يجف المداد، سيحفظ تعبك عسس المجهول!"؛ "السماء سقف والأرض سرير، وبينهما يتبخر الأثير!". زاد فضول الناس و تشابكت الأمور.
هي حكاية قنطرة ؛ قنطرة مثل أغلب القناطر الموجودة في المنطقة. كانت مدرجة إلى عهد قريب في سراديب النسيان، تبدو مهترئة تنشد اهتماما بدا عزيزا على الجميع، ساكنة وفضولا. لكن كل شيء تغير غداة وصول رجل يسوق عربة محملة بأثاث قديم وبمكتبة صغيرة تتسيد بين رفوفها الهشة كتب من أحجام مختلفة مكتوبة بلغات متعددة. قرر الرجل الغريب أن يسكن في فضاء القنطرة، فتفجرت الأوضاع. وأصبحت القنطرة قبلة للمتدخلين من البلد وخارجه.
Stay in the loop and never miss out on our latest updates by subscribing to our newsletter now!
Copyright © 2024 Hami Hassan Designed by Zaim Digital All Rights Reserved.