يلتقي نهرٌ بنهر
لا يسألُ واحدٍ منهُمَا الآخر
عن منبعِهِ
يكفيهِمَا و هما يَنسابان
أنَّ أَرضًا ارتَوت
و أنَّ أَعشابًا نَمَت
و تجَدَّرت أَشجار
أَزهرَت وُرود
ورُوِّضت أَحجار
يلتقِيان
كي تستمرَّ الحياة
و تَحبُلَ السُّدود
يلتقي بحرٌ ببحر
لا يَسأَلُ واحدٌ منهما الآخر
عن مُلوحتِهِ
يكفيهِمَا وهُما يلاعبانِ الأَمواج
أنَّ حيتانًا رقصَت
و دلافينَ غَنَّت
وطلاحِبَ أَورقَت
و جبالاً نُحتَت
كي تستمرَّ الحياة
و يَنطِقَ الوُجود
يلتقي طيفٌ بطيف
لا يسأَلُ واحدٌ منهُمَا الآخَر
عن أصلِهِ
يُدرِكان
و هُمَا يُقاومانِ سطوةَ الأضواء
أنَّ أَرواحًا رَحَلت
و رسوما بُعثِرت
ووُعوداً نُقضَت
و رغمَ أنهما ألِفا الاختباء
لم يَنعما بحياة
لم يتخلَّصا من قيود
حكايةُ الرُّوحِ والجَسد
لا حِبكةَ فيها
سِوى خُيوطِ
غيرةٍ و حَسد
تَخنقُ الحياة
و تُغلقُ الحدود
و تظلُّ الطبيعةُ
وحدَها ..لا غيرها أَحد
كاهنَةَ المدَد
حسن حامي: 13 يناير 2023
Source : Alwanne