من يكونُ عابرُ السبيلِ
هذا الذي لم يتوقَّف
بِبابِي؟
هل أزعجهُ لونهُ؟
رقمهُ؟
موقعهُ؟
هل خافَ أن يصيبهُ الغثيان
من رائحةِ الطعام؟
هل خافَ أن أسرقَهُ ؟
أن أسجنهُ ؟
أن أمنعهُ
من الكلام؟
من يكونُ عابرُ السبيلِ
هذا الذي لم يكترِث
لوجودي؟
هل صدقَ ما يقولهُ الجيران؟
عن بُخليَ المزعوم
و وقاحتي أمامَ الزوار؟
و كيفَ لم يقف ببابِ أحَد؟
من أسرَّ إليهِ
بأنَّ لا سلامَ في الجوار؟
و بأنَّ أكرمَ الناسِ بينَنا
لا يؤمِّنُ كسرةَ خبزٍ
لأهلهِ
في وضحِ النهار؟
من يكونُ عابرُ السبيل
أنا الذي أغلقتُ على نفسي
كلَّ المعابِر؟
سافرتُ دون أن أُسافِر
وفَّرتُ مخزونًا من الصمتِ
أقتاتُ منهُ
لا أسمعُ وشوشةَ
ناهٍ
ولا صراخَ
آمِر
من يكونُ عابرُ السبيل؟
همسة؟
طيف؟
نسمة؟
عِطف
يرضى بقَليل
يبحثُ عن أصل
و صبر جَميل؟
حسن حامي: 11 فبراير 2024