ما بكَ يا رفيقي لـمَ الحذرُ
من نسيَ الأمسَ القريبَ لا يُعتبرُ
اسأل دروبَ حيِّنا عن هويتي
يُجيبكَ النسيمُ و الطوبُ و الحجرُ
واحةُ عمري لن أهيمَ بغيرها
لِمْ لا وقد هامَ بها الجنُّ و البشرُ؟
فمرحبًا بين رموشِ عذارانا
إن الحياءَ سرُّه القمرُ الأحمرُ
والشاطئ الذي حَبتْني رمالهُ
بألفِ ميعادٍ أهل أقسو أُنكِرُ؟
فلا تَلُمني إنْ حسبتُكَ ساخرًا
من يُدركُ الأَشياءَ حقًّا لا يسخرُ
لكنَّني أَعرفُ أنكَ صادقٌ
و الخِلُّ من خِصالِهِ العقلُ و البصرُ
فليسَ من يهوى قطارَ الحياةِ يركبُ
و ليسَ من يُشهرُ سيفًا ينتصرُ
فلتسألِ اللَّيلَ الطويلَ عن النُّهى
الحِلمُ يأتيكَ به السُّهدُ و السَّهرُ
ربي لكَ الحمدُ و قد أَلهمتَني
بزهرةٍ عبيقُها الصَّبرُ والعِبَر
حسن حامي
من ديوان “هوس الدوالي”، 2006
Source : Alwanne